تمكين الشباب من خلال الصحة النفسية
٥ سبتمبر ٢٠٢٤
في وقت سابق من هذا العام، أطلق مركز الدعم النفسي والاجتماعي (PSS) التابع لتحدي جلسات جماعية تركز على الصحة النفسية للشباب والشابات اللبنانيين والسوريين. بقيادة ريتا، المعالجة المتمرسة في المركز، ساعدت هذه الجلسات المشاركين الشباب على التعامل مع تعقيدات فترة المراهقة، بالإضافة إلى الضغوط الإضافية الناتجة عن بيئاتهم الصعبة. تناولت الجلسات موضوعات مهمة مثل فهم الدماغ البشري والجهاز العصبي، تقنيات تخفيف التوتر، وتنظيم المشاعر. كما تضمنت ألعابًا جماعية تفاعلية وتعليمية تعزز شعورًا بالمجتمع والدعم بين المشاركين.
ازدادت أهمية هذه الجلسات في الأشهر الأخيرة مع تزايد مخاوف وقلق الشباب السوريين المشاركين بسبب ارتفاع العنف ضد السوريين في لبنان. مع تصاعد المشاعر المناهضة للسوريين، أصبح العديد من الشباب يشعرون بالضعف والخوف. قال أحد المشاركين: “من الصعب التركيز في المدرسة أو حتى اللعب مع الأصدقاء عندما تسمع عن أشخاص يتعرضون للأذى فقط لأنهم سوريون.” في ظل هذه التحديات، يعد مركز الدعم النفسي والاجتماعي في تحدي بمثابة “واحة” آمنة حيث يشعر هؤلاء الشباب بالتمكين والدعم والمحبة. يشجعهم المركز على التعبير عن مشاعرهم بحرية وتعلم طرق بناءة لإدارة التوتر والقلق. وقال أحد المشاركين عن الجلسات: “كان من المفيد جدًا تعلم كيفية تهدئة التوتر من خلال التنفس. أصبحت أستخدم هذه الطريقة عندما أشعر بالإرهاق.”
بالإضافة إلى الجلسات الجماعية، يقدم مركز الدعم النفسي والاجتماعي أيضًا دعمًا فرديًا للشباب والبالغين الذين تظهر عليهم أعراض الضيق النفسي. يتم تخصيص هذه الجلسات لتلبية الاحتياجات الفردية لكل شخص، مما يضمن حصولهم على الاهتمام والرعاية الكافية. وعندما تكون هناك حاجة إلى مساعدة متخصصة، يوفر المركز نظام إحالة قوي يربطهم بأطباء نفسيين أو متخصصين آخرين في الصحة النفسية. تقول ريتا: “نهدف إلى تقديم نظام دعم شامل، وأحيانًا يعني ذلك توجيههم نحو موارد إضافية خارج ما نقدمه هنا.”
التزام تحدي بالصحة النفسية لا يقتصر على توفير مساحة آمنة؛ بل يتعلق بإحداث تأثير دائم من خلال تزويد الشباب بالأدوات التي يحتاجونها للتعامل مع مشاعرهم وتحدياتهم، وتعزيز قدرتهم على التحمل، وتشجيعهم على تصور مستقبل أكثر إيجابية.